الاثنين، 10 يناير 2011

الحلم الرابع الجزء الثاني


استطاعت اعادتي بسهولة الى حيث امي وابي ،حيث ان ارتباكي وقلة تركيزي بالامر انستني ان هاتفي النقال لا يزال بجيبي.
بعد عودتي امتلأ قلبي عزما ورغبة في فعل شئ ما،اود الا يبقى بلد على وجه الارض يخشى فيها ان يصحو الطفل فلا يجد ابويه وبيته الصغير الجميل،سريره والعابه وكتابه،ليأتي يوم يجد فيه هذا الطفل ملاذا آمنا يلجأ اليه لحظة خوفه،ليحيا الطفل كطفل ، ليأتي يوم حين يأوي الى صدر أمه لا يخشى ان يُنتزع منه عنوة-والله قد نزلت دموعي لما ارى-.
تمنيت ان تمر أوقاتي سريعا حتى ألتقي بمرجان ،سعدت كثيرا لرؤيتها،تحدثنا كثيرا عن صداقتنا وأفضيت لها بشعوري هذا،والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،قد تكون هذه فرصتي للجهاد،و قد يكون استجاب الله لدعوتي في ان اموت شهيدة حرب بشرف وسلاحي بيدي،لا ان اموت كالأنعام على وسادتي ومهدي الوثير حولي اهلي يبكون وينعونني،اريد لحظة موتي ان تدوي الزغاريد فتصحي قلوب كل فلسطين فينهض أشاوسها ويكملوا مسيرة التحرير،لازال عدونا همه فرقتنا،فهو رعديد جبان يخشى ان نجتمع على لا اله الا الله محمد رسول الله ففيها نهايتهم،يخشى قولنا "ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين".
وفي اثناء حديثي،تذكرت تلك الفتاة،اين اختفت الان؟ ساورني الشك ، كيف جائت ورائي الى غزة؟؟ هل تلاحقني اذن؟؟،نعم ..يبدو انني ملاحقة..... .
مرجان..يجب علينا ان نرحل الان ولكنك اعذريني ان نبدل ملابسنا وستخرجين قبلي وساخبرك بما يدور بخاطري اثناء ذلك.
ظلت الافكار برأسي تدور وتدور، كيف دخلت الفتاة والحدود مغلقى وغزة محاصرة؟ وكيف دخلنا نحن اصلا؟!،اه نعم..يبدوا انه كمين لنا كي ندخل ثم يحكمون قبضتهم علينا.
خرجت مرجان ببطأ وخرجت ورائها وتردد اوصالي "يا غزة الاحرار قومي وارفعي الراس الحزين،لا تركني فالله ناصر قوم حقا مؤمنين،لا تبالي لما تقاسي من انين،فنحن معك نذرف لما تبكين،نشجب على ما تصمدين،انا وكل المصريين".
ها قد ظهرت خلف مرجان تراقبها وانا ورائهما،حدثت مرجان بالهاتف واوصيتها الا ترد:هيا الى حيث اتفقنا ولا تنسي باخباري بمكان... .سلام الآن.



اسرعت مرجان بخطواتها بعد ما تأكدنا بوقوع الفتاة بالشراك، ولكن يبدو انها بدات تشك :مرجان ابطئي قليلا فالفتاة تتراجع حذرا، دخلت مرجان الحارة المسدودة والفتاة تتبعها ببطأ، دخلت ورائهما واحكمت غلق المتاريس.
الآن..ايتها الخائنة، عليكِ انت ان تخشي،يا بائسة،اعلم ان بعد خروجك الآن سيكون مصيري الموت بعدما كُشفت حقيقتك لاني لن اؤذيك،ساتركك تعيششن حياتك البائسة تعانين من نظرات احتقارك لنفسك، ساتركك تموتين موت البهائم بذلة وانكسار حاملة الخزي والعار،خنتي الوطن الذي حماك سنين، هيا،هل ستقتليني الآن؟؟ اسرعي فالجنة تناديني،جوار رب العالمين يرنو إليًّ ويدعوني لاستقل دار السلام،عليك لعنة الله يـــ.....صرخت فيها بكلام سريع متضارب حتى هاجت ثائرة وقالت:حسبك اهانتي،لقد اسرفتي،أهذا جزائي انا قدمت لحمايتك؟ لقد ارسلتني المخابرات المصرية لاكون في اعقابكم ارد عنكم ما قد يؤذيكم،سلامتكم تهمنا فأمثالكِ هم أملنا القادم ،لقد زاد اعجابي بك الآن، شعورك بالوطنية والانتماء العربي،شجاعتك ورغبتك في الجود بنفسك في سبيل الله،توقك للشهادة،شجاعتك بالنظر الى السماء في لحظة كنت انتظر ان ارى فيها خوفك الذي لم اعهده عليكِ.
الأمر سيظل سرا بيننا،قلت:تكلمي فمرجان مني،قالت:منذ وقت مضى نفكر باعدادك كجاسوسة وقد خشينا اخبارك حتى اليوم،ولكن ها انت قد اكتشفتِ الامر،قلت :لكني لست على قدر المهمة، قالت:بل انت لها،طوال مدة مراقبتي لك تخولني ان اجزم بانك الشخص المناسب.
عليكِ الآن ان تعودي الى مصر دون التفوه بكلمة،اعلم ان الشهادة بغيتك ولكن،كم من شهيد بفلسطين ولازالت محتلة،فلسطين تحتاج الى التخطيط المرتب المنظم المدعم بالقوة والسلاح،بعلمك تحررين فلسطين،بدينك تحررين فلسطين،بصوتك تحررين فلسطين،باخلاصك لوطنك تحررين فلسطين وتبقين عليه حرا.
عدت الى مصر ولا تزال بذاكرتي منظر شوارع غزة التي لم أرى فيها أثرا للعدوان،بل كان بلدا جميلا يعيش حياة صامدة،لا ينقصهم سوى الامان الذي لم افتقده هناك،فأماني في إيماني بربي،ويقيني بالله يقيني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق