الخميس، 3 نوفمبر 2011

زينة الدار

شط العرب يا مهجة على قلبي تطل
يا لؤلؤة بقلب السما بكل موسم وفصل
يا دوار بروحي دار بالميدان متصل
ونسيم الحرية مار على شعب جريح معتصم
ميلادك يا حرة ثار والثورة بدم الاحرار
يا بحرين يا زينة الدار ولادك كملوا المشوار
من مصر ام الثورة تحية من شعب داق طعم المرار
وازاي هيضن بالحرية بعد ما داق الانتصار
عالعهد يا اخواتي بدمي ادعمكو لو طال الحصار
وبهمكو على همي هنجيب سوا شمس النهار
يا لؤلؤة بقلب السما يا بحرين يا زينة الدار

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

مناجاة الدجى


بعدي عنك هو عذابي
عصياني لحكمك عقابي
يخلف أسى وتنائي
نجواتي إليك نجاتي
أفزع إليك من السكرات
شهد السواد بدمع المقالي
وتشهد بنزيف اوردتي واوتاري
فبئس العبد كنت انا
وبئس الورد فعلي انا
الهي...
ذابت الكلمات من خجل وهوان
اعصيك وابلغ في عصياني
واعود فتضمني راحة المنان
ويأبى ان تغفل جفوني
وفي صدري حرمان
وأساي إن فاض بي
يلتقفني رحماني
الهي...
من غضبك خشايتي
وما اخشى ان تنساني
بين يديك توبتي
فاقبل بتضرع ندمان
الهي...
الهي لا ترد يدي
بحق خير الانام
وصلي عليه في الدجى
عدد ما دمع انسان.

اطهر واشرف حب


قلبي عامر بالحب والحب يعمر قلبي
كم احب آية حبها يغمر صدري
هل انار الحب قلبك حتى احال الظلم نورا؟
هل رايت في الدجى سنا احال الليل فجرا؟
كم اصبح الليل جميلا وصارت صحبته احلى
ولو غمر الكون ما قرب قلبا بالحب ملأا
والحب ان كان لبشر فقد كان حبا لله
فما اشرف وما اطهر ذاك الحب وما احلاه
ما بالك ان كان حبا لاية من آيات الله
بترديدها اترنم وكم اهواه....
حبا يعمر القلب الحزين
يغسل الالام والاهات ويداوي الانين
كم احبك يا حبيبي يا من احببتني بقولك
احبني يا رب ما دمت احبك وكل خلقك

القمر القاصي


اتحسس اخبارك ما جن علي الليل
عن قمر يسقي سناه سقم الويل
ابغيكِ بقربي ولو كانت هذه آخر نيل
وا حر قلبي من فراق الروح للجسد
واعظم شقوتي هز بأسها وتدي
آه ويح صبابتي ادمت عيوني ادمعت ساعدي
ويح الهوي ويح آه ويح الجوى قد نال من اسدي
والسهد اذبل نحولتي بانت بنأيها عن كل صرف من سعد
فيا هل ترى الليل يجيب ندائاتي؟
وقلبي مرتهن بعبائات الظلم وقفر وهداتي
يا هل ترى نجتمع بأبياتي وتلمس اعيننا شوق الحياة
يا هل ترى ستخمد ناري من مقلتيكِ النظراتِ

اول من رأت عيني


عرفت حبك قبل ان اعرف حياتي
وشعرت بالنبض الذي انبض فؤادي
ونثرت اسمك الحانا لانشادي
امي انى لي اصف
شوقي الذي لا ينصرف
يا شمعة تغمر حياتي
تفانيا لا يتصف
...
اذكر يوم رأيتني.....بالقلب قبل المقلتين
يمضي يومك اشهرا.....شوقا الي علي اليدين
...
وان افردت بغربة.....اليك يطير خافقي
ويرتمي من وحشة.....وتستبقه ادمعي
...
رسمتك زهرا حنونا.....من جنة الخلد المصونة
يعدنها رب الورى.....ابراهيما ان اكون

رسمة لم تكنمل



امسك فرشاتي وألواني
ارسم ضحكات وأماني
ارسم احلاما وردية
وألون طيفا فتيا
وأخط بقلمي عصفورا
غرد فرحا كما السجية
حولت مشاعري
جسدا رهيفا
واوردت دفاتري
ربيعا وخريفا
واذكيت اقلامي
بعبير الاغاني
وصحوت من غفوتي وانا
وانا لا زلت اعاني
وجدتني رسمت وجوها
تعبر عن آلامي
احداها عزيز قاص
او عدو داني
لا اجد من يسمع صوتي
او يأبه لانغامي
لا اجد من يوقف نزفي
او يصغي لكلماتي

رد على آخر ما حرف في التوراة



وضعوا على وجهك مساحيق نساء
يكفيك شرفا ان تكون نساء
هل لطخت وجهك بمساحيق وفاء؟
على اعقاب الاقصى تضمخت بالدماء
وانت هنا تكتب اشعارا وتعيب الاماء
خمسون عاما يحكمنا رجال
ام ان كل هؤلاء استثناء؟
رضيتم بالاقصى محتلا
وعمدتم للصمت بالخفاء
الم تكن خولة نساء؟
الم تحرر اخاها من سرية اعداء؟
ام اذكرك بأسماء؟
ماذا اقول؟
فلا زال لدي اشياء واشياء
سأرفع وجهي للسماء
اسال الله النصر رغم ألا
نصر إلا بالسماء
سأستل سيفي والاقصى وجهتي
عسى يأخذكم حياء
حين اريتكم عجز الاقوياء
بتم تسترون عيبكم بعيب النساء
ويحكم كفاكم هراء
عجزتم تكونوا شهداء
او تحقنوا دماء الابرياء
الا توبوا لله عسى
يلحقكم شرفا بهؤلاء النساء


يا بلطجي


يا بلطجي..عايز ايه مني؟
عايز روحي تعالى اقتلني
بس متمسش مصر
عايز تسرقني؟
تعالى واسرقني
بس ما تسرق وطني
اوعى تسرق مصر
اما لو عايز ترهبني
اعرف انا مبخافش
وعمر عمري ما هيديك
عمر مبيخلصش
في الثورة الدم بيرخص
وبيبقى ميا
وكفاية نشوف الحرية
على اسم مصر
انت اخويا ومن دمي
وعشانك اضحي بدمي
بس لو عارف انك تقدر
تحمي عرض مصر
عثت فالارض الفساد
نشرت الفوضى فالبلاد
بيدعيلك صميم الفؤاد
ترجع لحضن مصر

متحاكموش السفاح



انا بيت مضلل على يتامى
مليان أسى ودمع أيامى
وصرخة فقير داق شقى ياما
انا صورة اب وشريطة سودا
عين ام بالبكا موعودة
وحرقة فعين صاحب الشهيد
مات جنبه برصاصة مقصودة
اصرار فعين كل صباح
لازم نحاكم السفاح
بيقولوا حرام ده ابونا
في اب بييتم احفاده؟
ويضيع عيون اولاده
ويعذب غيرهم ملايين
شوف مستشفى 57
كام طفل جابله المرض اللعين
ازاي هنرجع ارضنا
خصبة تاني من غير مسرطنات
وازاي نداوي حلمنا
اللي اتلطخ بالامراض
انا موافق متحاكموهوش
بس ترجعولي اخويا
دمه سال على القميص
وصاني احاكم كل خسيس
واوعى اقابل ربنا
ودمه لسة عالقميص

شوق في صدري


يا شوقا هاج بصدري
يا انينا يثكن جرحي
يا وطنا بات يناديني
يا صروف الدهر اجيبيني
لما سلاحي يرتعد
وعن الوطن يبتعد
اصمد يا سلاحي وترجل
رافقني فنحن آتين
وعلى كتفي ارقد وتمهل
سنحررك يا فلسطين


زهرة القدس



يوما في قلب البستان.....زهرة ما احلاها
يلعب بجوارها فتيان.....يتعطر بشذاها
في يوم جاء العدوان.....دمر اشجار الرمان
الا زهرة البستان.....باتت يحميها الفتيان
....
حاصروها بسلك الشوك .....منعوها الامان
فأبى الفتيان الهوان.....حلفوا يرووها الشريان
سال النهر القاتم روحا.....تسقي ازهار الفينان
....
ولا زالت نبع الحياة .....ما نضبت دماء
يسقيها يوما ويوما .....للحرية ماء

شهيد الحرية


من يوم ما شوفت النور.....وانا بسأل نفسي وادور
انا ليه اتولدت مصري؟
كبرت رافع راسي.....كان الشموخ احساسي
اضحي بروحي عشانك.....يا امي واقاسي
كنت حاسس اني صغير.....ولساني جوايا اسير
وسلاسل رابطة ايديا.....وسكون لافف حواليا
ليه انا صمت عن الجهاد؟.....والسكوت كان ليا زاد
والانين جوايا زاد.....دمر سكوت كل السكات
انا شهيد الحرية.....انا سليل الوطنية
ضحيت بروحي ودمي.....عشان تعيشي ابية
يا مصر يا امي وهنايا.....بدمي اللي سايل جوايا
اروي ارضك.....افدي عرضك
ومستحيل انا انسى فضلك
هزمت الخوف اللي فيا.....دي الجنة قدام عنيا
يا اعيش فأرضي بحرية.....يا اموت شهيد...
يا أموت شهيد الوطنية.


عدونا الغاشم


دنسوا التراب الطاهر
سكنوا بجرحي الغائر
اطياف الفجر تلوح
يغشاها الليل الساهر
احقا عنه غفونا؟
اعجزنا ام انسونا؟
شرف العرب
ونخوة قربي
وشعور بالذنب


قارئ القرآن


مختالا في داخلك.....متواضعا بين أناس
والقرآن بخافقك.....وترتله باحساس
يفوح شذاه من ثغرك.....يتساقط كالألماس
يا من حمل مثله.....عذب الكلم والالفاظ
هنيئا لما غنمته.....من رضا وانجاز
عند المولى الجليل.....قدرك جدا عالي
وفي الحياة الدنيا.....انت بين المعالي
صوتك النبض بداري.....ولحنك حلم اوتاري
اسمك زين اشعاري....حفظك الله يا غالي

جرحا غائرا



أيا يأس قد نلت مني
من سيمحو بعد همي
من سيمسح سيل دمعي
ويصنع الافراح
أيا دنيا سخرتِ مني
ام عزمتِ رد حلمي
عما كنت انشد
ليلا وبالاصباح
سطرت دموعي آخر كتابي
قصة الافراح داري
فوا لحكمك يا زماني
فحيث ما كنت نواح
اكتب علي الهم؟
وبي الحزن ألم
وانشد جرحا غائرا
بصدري يشجب دما

من انا؟


ان كنت اعرفها سألتني
فأجابها بالطبع نفيي
فسألتني من اكون
واحدثها عن نفسي
قلت انا الليل الحزين
الحب باحضان فلسطين
وليس النفاق من شيمي
فعشقي بطور سينين
لها روحي ودمي
وجسدي لفلسطين
من بيت لحم وجنين
بين نهر وحطين
قالت افحمتني
قلت بل الفحم ساكني
ولم افصح عما كان ببالي
وقت سألتني....
ترى من اكون
ترين قلبي كل يوم ولا تدرين
بما اكن بصدري الحزين
تسرع حكمك لا تعرفين
قلما دام بالانين
بل تعرفين عني وتعرفين
احتاج الهاما وقلما
وبشرفتي اتأمل نجما
اعانني واهداني املا
فيوما ستعود فلسطين

احزان قلم


مسكت قلمي وقلت اكتب ,قال سبقك كثيرون,قلت اكتب فليس من كتب عني بسابقي ,اكتب فالكلمات تذوب على شفتي,قال افضي الي بحملك,قلت:كنت طفلة بريئة لا احمل هم الحياة حتى رأيت بصندوق ما لم اره بحياتي,حياة اطفال لا يفرقون عني شيئا سوى انني ولدت ببلد حر وهم ولدوا ببلد محتل,ما ذنبهم هم وماذا فعلت انا؟ اكتب عليهم الجهاد وكتبت لي الحياة؟؟ سألت والدي...قالوا:ان الله لا يظلم احدا..لنا الدنيا ولهم الاخرة..لهم الشهادة ولنا الموت,فصرت اغبطهم لحالهم.
قلت وماذا اقل عنهم؟فلاتخلى عن مهدي الوثير ,فلاتخلى عن نعيم زائل فاني واستبدله بجنة النعيم والاماني,وناديت سلاحي وقلت هلم الي ,ووقفت على بابي فوجدته سده جدار ليس كمثله جدار ,شممت منه رائحة الخيانة ولمست منه الضعف حيث يهوي بكف صادق يدعمه شعب على قلب رجل واحد,قلت اين فلسطين؟قالوا بها ارهاب,تهكمت وماذا عن الاعداء؟ قالوا بل اخوة حدود وشركاء علاقات ,قلت وما هذه الانابيب؟ قالوا غاز التصدير...
كدت ادب سلاحي بصدري لكنه هوى من يدي سابقه دمعي لكنني..تمسكت بأملي وعزمي عسى يعود يوم الكرامة,يوم نهدي اخواننا ارواحنا .
صراحة..اغبطكم اخواننا...أليس لنا الحياة؟؟حياة ما بعدها حياة؟؟ سكن السخط فؤادي واصابني الاشمئزاز ولا زلت تسألني عن حزني؟
قال القلم:كفى ابكيتني ..سامحك الله آلمتني ..نزلت دموعي حبرا يسقي ورق الزيتون الذي اسود من شظيات السلاح هلا اعتزلتني؟
قلت:كيف ساعبر عن حزني؟ بل ستكون سلاحي وتكتب عن مأساتي فهم الاحرار وانا سكنت البلد المحتل....!!!
سأمدك دمي مدادا يا قلمي ..فلتكتب ولتكتب..فلقد خلقت لتكتب..وانا خلقت مدادا......

دار بيان


دارنا يا دارنا
هلا جمعتي قلبنا
قلب واحد لنا
نصف سكن الاردن
والاخر بمصرنا
يا درانا..
ولبه حائر
اين يسكن بيننا
يا قلبنا حيرتنا
حتى قطن بوطن
حبه جمعنا
قالت الدار لنا
انى لها بجمعنا
ودار اخرى تنادينا
للحرية مسكنا
يا دارنا..
فلتفتح ابوابا لنا
ولنعيد اقصانا
لا بأحلام واماني
بل بالعزم وبدمانا
يا دارنا..
واسمحيلي اشاركك
صلاة فيها جمعنا
صلاة لا يضاهيها صلاة
بمصر او بأردن
ارضنا يا ارضنا
سنستعيد قلبنا
والشوق زاد حبيبتي
يتعجل لقائنا
يا دارنا يا ارضنا
فيك سنجمع شملنا

خاطر جال بخاطري


خاطر خطر بخاطري فقلت مالك لم تعد تخطرني؟
قال:اخطر ببالك ما عاد يخطر؟
فالخطر حاق بأوطان نسيتها الخواطر
قلت وما بيدي يا خاطري؟
قال:اخطري كل من جافاه ضميره
اخطري كل من نسيه خاطره
ارجيهم ان يجبروا بخاطري
فقد خطر لي القتال عدة
من دون سلاح او شاطر
لست اخشى قتالا لكنني
بحياتي سأخطر كل الخواطر
الخطر محدق ولا زلت نائم؟
الغضب آت ولا زلت صائم..
عن الجهاد بل وعلى الصمت تفطر؟؟
قلت:خاطري ايقظت ضميري واعلمتني
 ان الحق باتباعك خاطري
لا بد ان اعيش اداوي
جراح المثقل العاني
ساخطر الخواطر يا خاطري
يا جابر الخواطر مخطري
فخاء كانت خولة
طاء طارق بن زياد
راء رجولة وعزم
وشرف لي وعرضي

شعور قاس


أشعر بمرارة في حلقي
احس دموعا تغمر قلبي
وارى دموعا تشجب عيني
والاغلال تكبل نفسي
يا اقصى امرضني هواني
اعياني شوقي واحزاني
يا اقصى لا يجدي بكائي
يا اقصى يكفيك اماني
بساعدي احمل اشجاني
والقي بها في بئر زماني
يا اقصى نداك وصلني
لام فيا صمتي وهوني
سنصل الى ما نرنو اليه
الينا النصر يمد يديه

إليك أسير


إليك أسير وحدي على درب الآلام
وأطلق عنان فرسي واشد اللجام
إليك شددت رحالي لمدينة السلام
ستبقى يا اقصى حرا على مر الايام
ما دام فيا رمق واراك بالاحلام
حي بوجداني...حي بأحلامي
حر بالكتاب..يا مسرى الانبياء
اليك ابعث اشواقي
ومنك الهم افكاري
وما بيدي سلاح الا
صوت حزين دامي
وقلما اخط به اشعاري
ستبقى يا اقصى حرا
اين بغت ايدي الباغي

"والشعراء يتبعهم الغاوون"


حقا يتبعنا الغاوون
قلنا يا اقصى آتون
نحن وبسلاح من دون
قلنا سنقاتل عادين
سنلبيك صلاح الدين
وسنرفع راية اسلام
انصرنا يا رب آمين
وظللنا ننشد ونغني
وبالنصر نبارك ونهني
ولا زال الاقصى محتلا
عن سلم زائف يسألني
قلت حبيبي فلتعذرني
ربي فلتغفر وارحمني
فضميري حقا عاقبني


أمسيت اغفو بأحزاني


أمسيت أغفو بأحزاني
وأدمي قلبي الحاني
فلا تسألني ما بالي
جفاني نومي الهاني
أرى الاقصى بأحلامي
وأمقت يأس اقراني
صلاح الدين ناداني
ألا هبوا كفرسان
وعين الله ترعاكم
ويده فوق ايديكم
فلا تخشوا اعاديكم
وفيكم هدي قرآن
أبناء بدر وحطين
وأكتوبر برمضان
ألا سلوا سواعدكم
أعيدوا مجد أوطاني

العمر لحظة 8-11-2009


وا حسرتاه على ما مضى من .....من أيام البراءة الغضة
مضت كأنها ساعة أو مضت .....وكأنها ومضة
وأصبحت ذكرى قديمة .....أتوق لعودتها لحظة
أتوق اليها وأنا لا أزال....فتاة في الخامسة عشرة
هجرت صحبتي .....وصاحبت الوحدة
فما بالي اذا هرمت....ومضى عمري مضي طرفة
واشتقت الى جنان انعم.....بها وأنهار الروضة
فسكنت بها وعلمت أن....."وكان وعد ربي حقا"
وشعرت أساتي  كلها .....لا تزيد عن يوم وليلة

رفيق القلب والدرب 1-11-2009



اتخذتك لي صديقا .....وان كنت لا أراك الا قليلا
يا قمر السماء ناجيني ان كنت على..... صواب ام لا ارشدني ليقيني
واشدد ازري بنورك الوضاء....واملا غربتي ووحشتي وحنيني
فمالي رأيت الناس لا يبالون.....بحالي ولا بتعذيبي
وان كنت مخطئة فأرشدني .....الى من التجي وقت تقصيني
منك الهم الصواب وكأنك.....صديقي بل انت لي حميمي
رافقني الجزع والشجن فنعم.....دعوت ربي وحبيبي
فرأيت قبسا اشعل .....مهجتي وقلبي السقيم
وعقلي الشريد ارشده واعلمني ان.....النور حين الرحمن يدنيني

الجمعة، 8 يوليو 2011

نفق الخوف

نظرت ألي بعينين واجمتين وشفتين ترتجفان
-انا عارفة انك حترجعي من نص الطريق
-انت تعرفي عني كدة برضه؟؟
-لا بس المرة دي غير كل مرة
-متخافيش يا امي ..العمر واحد والرب واحد,اموت شهيدة وتفخري بيا ولا اموت على سريري فحضنك؟؟
-ر..ربنا يرجعك بالسلامة وحبقى اقولك
-هههههه...ايوة كدة ,ان شاء الله راجعة يا امي
وقفت على اعتاب الباب وقبلت امي وابي الذي بدا متماسكا,وخرجت اسرع في خطواتي لالحق بالحافلة,وصلت وهم على مشارف الرحيل
-استنووووووني
-اتأخرتي ليه؟
-منتو عارفين بقى الامهات
-انا مقولتش لامي اساسا مكتش حتسيبني اخرج
-خير ما عملت بس انا حبيت يعرفوا عشان لو حصل واتفقدنا
-وجهة نظر برضو
--يلا يا جماعة حملوا بسرعة.
ركبنا الباص معا ننشد الاغاني الوطنية الحماسية ونتغلب  على الخوف بآيات من الذكر الحكيم تبشر بالنصر وتذكر بتأييد الله للمؤمنين ووحدتنا ربطت على قلوبنا
وفي كل ميل نقطعه نزداد عزما وأملا على اكمال المسير وتطوي الارض بقايا مخاوفنا مع المسير,وكلما نقترب يزداد الترقب ,قضينا يوما وليلة بالحافلة حتى وصلنا الى الحدود,وعند ممر جبلي ضيق كان علينا النزول وانزال الامتعة وعاد السائق بالحافلة وبقينا وحدنا بالصحاري.
70 شابا وفتاة من خيرة شباب الوطن عليهم حمل اطنان المساعدات لاطفال غزة,وليسوا ينسون ما حدث لسفن الحرية لكنهم احتاطوا بالحذر الشديد وبدأوا بتقسيم الامتعة حسب مقدرة كل منهم.
اعطوني بعض الحمولة ,علقوها وربطوها بظهري لكني كنت اطلب وضع المزيد فلازلت اقدر على المسير وان تعبت سأتنازل عن بعض حمولتي لاحدكم فلا تقلقوا.
بدأت رحلتنا الطويلة مع غياهب الانفاق تحت الارض ومع الخوف نعيش لحظات يملأها البسمة والأمل يغطي على شبح الخوف المتربص بنا,فقد رضينا بالهلاك لأجل سلامة آخرين وأطفال لم يحيوا يوما مما حيينا.
مشينا ونسيت اعيننا ضوء الشمس واعتدنا على اضواء المصابيح الخافتة والاضواء المعتمة,حتى اذا انقضت 3 ايام و4 ليالي بدأنا نلمح ضوء الشمس الذي بدا متوهجا يؤذي اعيننا .
وبنهاية اليوم الرابع وصلنا للضفة الاخرى من النفق ولم نكد نصدق انفسنا.
-نحن بالداخل ,في ارضك يا عشق السنين.
لقد هيأت لنا بعض الجمال من بعض الاهالي العالمين بقدومنا ,حملنا عليها الاحمال وكنا نتناوب على ركوبها بين حين واخر وكان الانهاك قد نال منا وان تظاهر كل منا بالتجلد والصمود .
مشينا بها ثلاث ايام لم ادر اين نحن حتى وصلنا الى بعض العمار وفي كل خطوة يتعقبنا الخوف.
-يا جماعة اوعوا حد يغلط ويتكلم مصري,كل واحد يلف شماغه على وشه عشان ملامحه متبانش.
ولمحنا من على بعد نقطة تفتيش للعدو
-يعني هو انت ملقتش سكة غير دي تعدينا منها؟
-يا ذكي ده المكان الآمن الوحيد ,غير كدة عيش مع الالغام انا مش حتحمل مسؤوليتك.
ارتعدت فرائص البعض فنادى فينا القائد بالصمود فالخوف سيفضحنا.
-حنخيم هنا يا جماعة لحد ما يحل الليل
-انت فاكر الليل حيخفينا عن عينهم؟
-اسكتب بس واهدى كدة وشوف اللي حيحصل.
خيمنا وراء بعض التلال وانتظرنا حتى خيم الليل على المكان واخذ المكان يحلو,تملأه الظلمة لولا بعض النجوم المتلألأة قللت من وحشة المكان والحباحب الصغيرة كانت تضئ لنا قليلا,الظلام دامس ويغطي الارض بثوبه الاسود الجميل الذي يبعث على الهيبة والوقار.
-مايكل..جبت اللي قلتلك عليه؟
-طبعا يا باشا انا اقدر امشي من غيرها؟؟
-سامحني يا رب,تعلم اني لم افعل الا في سبيلك وابتغاء وجهك .
اخذ القائد بعض الزجاجات من مايكل وانطلق نحو منطقة الاعداء وقد لف الشماغ على انفه ووجهه ولم يظهر منه سوى عينيه الحادتين الجادتين المتظاهرتين بالبلاهة.
ذهب وكلمهم قليلا ووجدتهم يخرجون النقود ويستلمون الزجاجات فأشار اليهم انه لا يريد النقود,انسحب راجعا إلينا دون ان يشك بأمره احد.
-ايه اللي انت عملته ده يا بني ادم؟
-انت على طول مستعجل كدة؟,اصبر بس وبعدين حتتفرج,وعلى حسابي يا عم مش حاخد حق التذاكر.
انتظرنا حوالي ساعتين ولم يحدث شئ
-ايه يا عم لسة حنستنى كتير ؟ هو العرض حيبدأ امتى بالظبط؟
-بعد نص الليل يا سبع البرومبة ,اصبر بقى شوية
-ادينا صابرين اهوه..اللهم صبرك يا روح.
لم يمر سوى القليل وبدأنا نراهم شربوا الزجاجات وبدأوا بالترنح يمينا وشمالا ومنظرهم يحز على الضحك وقد امسك كل منا بطنه من شدة القهقهة.
امرنا القائد بخفض اصواتنا والا انتبهوا علينا
-يا نهاااري..هو انا كان بيبقى شكلي كدة؟؟..قال مايكل..حبطل اشرب من النهاردة.
-ربنا يشفيك يا مايكل وتحل مشاكلك بالعقل مش من غيره.
أمرنا القائد بالتأهب وربط الامتعة بحبال قوية طرفها بالأمتعة وطرفها بأرجلنا والزحف.
-انا اسحف؟؟انت بتهزر اكيد.
-خلاص روح عند امك او سلم نفسك للعيال السيس اللي هناك دي.
كل هذا وانا اسرح بعيدا وارفق الامتعة واربط الحبال والبس واقيات الجسم استعدادا للزحف ويمر امامي شريط حياتي القصيرة .
اصدقائي الذين اود لو ارى بسمة في عيونهم واهلي الذين لا اود ان ارى دمعة في عيونهم.
فقلت:خلصوا يا جماعة وسيبوا اللك لبعدين.
-صح..يلا يا جماعة احنا مستنيين ايه بالظبط؟؟
الكل عمل بجد منذ هذه اللحظة وانهوا كل شئ قبل الفجر بحوالي ساعتين.
اسرعنا بالزحف بين الشجيرات والنبتات الصغيرة بالثياب المموهة وكنا على بعد لا بأس به من الأعداء حين..
-آآآآآآآآه
شبك "سبع البرومبة" حبله باحدى الشجيرات بالارض فشد قدمه بعصبيته المعتادة فجرح قدمه جرحا بالغا.
حاولنا اسكاته بلا جدوى فهو لا يكف عن الصراخ والتذمر,وضعت له قطعة قماش في فمه واخرى ربط بها قدمه بعصا صغيرة وتحتها بعض الاعشاب الطرية.
-بطل عصبية بقى واهدى شوية,دلوقتي انت مش حتقدر تكمل زحف وانت مصاب فك الحبل من رجلك وانا حربطه فرجلي واسحف بيه.
-بس كدة كتير عليكي اوي.
-انت مالك؟؟ مهو لولا عميلك مكنتش اضطريت,يلا خلصنا.روحو يا جماعة وانا جاية وراكو وحهتم بيه.
-لوحدك؟؟مينفعش نسيبك!
-قلتلكو روحو وانا لو مجتش كملوا انتوا لازم توصلوا الأمانة.
بالاخير اضطروا للرحيل وبدأت انا زحفي الثقيل وحاولت ان أسرع من خطاي لألحق بهم ,انهكني التعب لكني تحملت.
واذا به يصرخ:مش قاااااادر
وضعت اصابعي على بعض النقاط بكاحله المسؤولة عن الشعور بالتعب واعطيته بعضا من طاقتي ,فتألم اولا وشكرني ثانيا.
اكمل المسير وقال:خلاص انا بقيت كويس هاتي عنك.
-اتنيل ..انت قادر تتحرك؟ يا عم اقعد ساكت.الجماعة بعدوا عننا وانت لو متحملتش حلحق بيهم ومش حسأل فيك.
-حتتخلي عني بالسهولة دي؟؟!!
-مش بأيدي بس في ناس مستنياني ويمكن اقدر انقذ 10 اشخاص.اذا روحك  تساوي روح 10 اشخاص يبقى اكيد حضحي بيك.
-انت صح...انا ححاول اكمل وحتغلب على ألمي.
-يلا مفاضلش كتير على ما نعدي منطقة الخطر.
وبآخر النهار كنا ابتعدنا تماما عن منطقة الخطر واستطعنا اللحاق بالزملاء الذين استبطأونا فانتظروا.
مددت يدي لأرفعه فتشبث بها وقال: لقد انقذتي حياتي,مش عشان رجلي ولا لانك حملتي حملي ولا لانك رفضتي تسيبيني لوحدي ,لكن عشان مسمحتيليش ايأس ودبيتي فيا روح الاصرار والتحدي لحد ما عديت الموقف.
ابتسمت بسمة خفيفة باستغراب وتقدمت قليلا.
ظل يعرج طوال الطريق ولا يريحنا من صوته خصوصا بعد ان احملته نصف حمولته ووزعنا الباقي علينا ,فقد كان يعاني صعوبة بالمشي .
استأذنتهم بالاستراحة قليلا وتظاهرت بأني مرهقة ,فذهبت واحتطبت عصا خشبية طويلة وقلمت اطرافها بمطوتي متعددة الاغراض وجعلتها معقوفة من ناحية لتكون مثل اليد واعطيته اياها لتساعده على المشي.
-خد دي وحاول تعتمد على نفسك شوية,محدش فاضيلك صراحة وصوتك اطرشنا عالآآخر.
نظر لي نظر يملأها الغضب الممزوج بالامتنان وتابعنا طريقنا وتقدمت الصفوف وتركته بالمؤخرة بعد ان عهدت برعياته لاحد الشباب من دون ان يظهر ذلك.
اكلمنا المسير حتى المساء ولم ننم هذه الليلة وبحوالي منتصف الليل وصلنا وجهتنا الاولى ونحن نجر اقدامنا جرا.
-محطتنا الاولى’المشفى الميداني بغزة
سأل قائدنا مدير المشفى عن حالة الاطفال.
-للأسف هناك 3 اطفال لقوا حتفهم اثر جراح غائرة وبقي 14 اخرين بين حالات خطيرة واصابات طفيفة.
بدا الوجوم على وجوهنا ولم ندر بانفسنا اذ وقعنا على كراسي المشفى وقد سالت ادمعنا
-ليه ملحقناهمش ليييييه؟
-هوني عليكي..ما كنتوا راح تقدروا تنقذوهم,حالتهم كانت كتير خطيرة وكان متوقع جدا هاد الشي.كمان هاد امر الله وما فينا نعترض عليه.
-ونعم بالله..
-اهم شي انكوا قدرتوا تنقذوا حياة 14 طفل آخرين بين الحياة والموت.
-مهمتنا خلصت هنا يا جماعة الادوية وصلت ولازم نلحقة محطتنا التالية.
واثناء خروجنا رأينا اهالي الاطفال الجرحى وقد حملونا على الاعناق وشكرونا شكرا اندى جبيني.
وصلنا الى مستودع الغذاء وافرغنا حمولتنا هناك وسألنا مدير المستودع كم تكفيهم هذه الكمية فأخبرنا انهم لا يستطيعون الصمود اكثر من ثلاثة اشهر.
وعدناه بمحاولة ترتيب الامر باقصى سرعة واعتذرنا لعدم مقدرتنا ايصال موارد الطاقة فعذرنا لعلمه بصعوبة الطريق وخطر المسير.
لم يتركنا نذهب لان بعض الاهالي ارادو الاحتفال بنا وشكرنا.
-ايوة يا عم تدي باليمين وتاخد بالشمال
-يا عم حرام عليك انا بقالي اكتر من اسبوع مكلتش
-اصبر اسبوع كمان وابقى كل براحتك فبيت امك لما نرجع ان شاء الله,انت ختخلص الاكل اللي بقالنا 10 ايام بنوصل فيه
-خلاص يا عم اديك سديت نفسي
-رجلك عملت ايه دلوقتي؟
-اهي بتوجعني..بتوجعني اوووي..بس مستحمل..اعمل ايه يعني؟؟
-هههههه..مفيش فايدة فيك...لو بطلت تتذمر والله اقلق عليك.
اما انا ..فجلست وحدي اتأمل النجوم السماء الصافية والبيوت الجميلة البسيطة والشوارع اوسعها واضيقها .
لم اشعر بالخوف مع اني باكثر المناطق خطرا على وجه الارض.
وبقيت اتأمل ضحكات الاطفال وعجبت كيف لانسان ان يسلب هذه الابتسامات البريئة ويغتال الطفولة ويسرق الامان من البيوت
وسعدت لاني شاركت برسم هذه البسمة وساهمت في صنع هذه الضحكة الغناء.
لا بد لي ان اهب نفسي لهم فما معنى حياتي ان عشت بين جدران بيتي اتنعم بصنوف النعيم وقد حرم منها هؤلاء الاطفال .
ووجدت طفلا وحيدا يجلس حزينا فتقربت اليه وسالته ما بك؟
فسالت دمعة ساخنة على خديه واستقرت على يدي احرقتني فضممته الى صدري وسألته لما لا يلعب مع الاولاد
-كيف بدي العب معن وخيي تحت التراب؟مين بدو يدافع عني اذا هني قاتلوني؟مين راح يحملني على كتافه لما اوقع؟؟
شعرت بالاختناق بحلقي وتقطعت كلماتي وسألته كم عمرك؟
-9 سنين
-وكم كان عمر اخوك؟
-15 سنة
فقلت له:انت لازم تفرح باخيك
-كيف يعني؟
-هو الآن يتمتع بصنوف النعيم بجوار رب العالمين مع الانبياء والصديقين ويطير بين الجنان كهذا الطائر الحر في السماء وقد تركك هنا وحملك المسؤولية لتستعد حقه يوما ما.
-تفتكري؟
-اكيد..
تهلل وجهه فرحا وقام يمسك بعصا يضرب بها كالفرسان فأخرجت قهقهة وصلت عنان السماء يملأها الألم والأمل.
نمت في مكاني ملأ اجفاني بعد قلق 10 ايام وكلتا عيني اغلقتهما لا احداهما,وشعرت بأمان لم اشعر به مطلقا ورضا عن النفس ليس كمثله رضا.
صحونا باليوم التالي وجهزنا انفسنا للرحيل وكل منا يحمل فخرا شديدا وطاقة تهزم كل آلام الأجساد.
ذهبت للاطمئنان على صاحبنا الجريح فركلت جرحه بقدمي فتأوه بشدة وضحكنا جميعا وهو ينظر الينا غاضبا.
ومشينا نطوي الارض شوقا وهذه المرة من دون حوف لأن الأمانة قد وصلت بسلام واتفقنا مع بعض شباب غزة الشجعان على اقامة تجهيزات لتسهيل ايصال موارد الطاقة الى القطاع وان يلقونا بمنتصف الطريق كي تسهل عملية انتقال المؤن والادوية.
عبرنا النفق واصبحنا بداخل سيناء ,نزلت وقبلت التراب وكذا فعل زملائي وحمدنا الله وكبرنا,ونظرت للنفق نظرة اخيرة ببسمة خفيفة وقلت "انك لست نفق الخوف..بل انت....نفق الحياة"
تــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــــــت