الخميس، 2 أغسطس 2012

لم اعلم لها عنوان 1

لم اعلم لم حين كنت اراها يقفز قلبي طربا يكاد يخترق ضلوعي وابتسامتها تنسيني شقاء يومي , ولم اشأ ان أترجم شعوري هذا واعتبره شيئا فظروفي لا تسمح لي حتى بمجرد التفكير فيها ,لكنها لم تكن تفارق مخيلتي ولكن ظلت كل هذه المشاعر حبيسة صدري اخشى ان ينفجر بها يوما.
كنت أفضل كتمان شعوري لأني لم أشأ أن أكون أناني ,فأنا متزوج وأب لثلاث أولاد وزوجتي ليس ذنبها فكلانا تزوج رغم ارادته وهي رضيت بالعيش معي دون تذمر , رغم ان ثقافتي لا تتجاوب مع ثقافتها , رغم اني اختنق احيانا حين لا تفهمني , رغم ان التعاسة صارت حليفتي لكني أعزي نفسي بالنظر الى ابنائي من اكبرهم الى اصغرهم,واشعر بالذنب حين ارى تعب وكد زوجتي محاولة ارضائي وسعها ,ترى كيف الهزال يستشري بجسدي والضعف وقلة النوم يهلكوا ما بقي مني , كل يوم تجدد صنوف الطعام واحاول ارضائها ما استطعت ولكن تظل رغبتي بالطعام قليلة ,توفر لي صنوف الراحة ولكني ابقى اعاني الارق والسهاد, لست انانيا لكني اتعذب .
هذه الفتاة حينما كنت اراها , تجول بخاطري امان كثيرة وحينما كانت تحدثني كنت اشعر ان ابواب السعادة فتحت لي..ويستمر ارقي ولكن هذه المرة من فرط سعادتي..
لا اعلم كيف كنت اسعى للحديث معها وكانت تعتبرني اخا كبيرا تستريح الى حديثه, ينصحها وتنصحه, لا اعلم كيف توغلت الى حياتي الشخصية ووجدتني اقص عليها معاناتي واضحك من ذكر اولادي ..ظل الحال على هذا طويلا حتى اطمأنت لي وشاركتني الافصاح عن كل ما يجول بخاطرها حتى صرت اعرفها وتعرفني اكثر مما نعرف انفسنا .
حتى جاء اليوم الذي حدث فيه ما لم اكن اتوقع..ولا اتخيل..ولا احلم... لقد اعترفت لي بحبها!
وكان وقع كلامها علي يكفي ان يسعد كل القادم من حياتي كلما تذكرت كلمتها...ولكنه نزل علي كالصاعقة حينها ولم ادر يم اجيب ..يا الله لم اكن اتخيل هذا..انه اكثر مما يتحمل قلبي, صمتت قليلا من هول المفاجأة ونظرت الي نظرة ترقب لا انساها, تمالكت قواي وقلت مسرعا :لا استطيع..لست مستعدا.
وقمت ومشيت بعيدا بعد ان صعقتها وصعفت نفسي. هذه اللحظة التي كنت احلم بها منذ زمن ..حين جائت رفضتها وفوقها جرحتها وجرحت نفسي..لكني حقا لا استطيع ..لا يمكنني ذلك فلست أملك نفسي , انما مصيري متعلق بأطفال وامرأة كل ذنبها أنها اخلصت لي.
ولأول مرة شعرتني ابكي وحرارة البكاء تقرح وجنتي وعدت منتفخ المقالي شاحب الوجه..فلم تسألني زوجتي ما بي..وهرع إلي أولادي يطبعون قبلا حانية على جبيني أعادت لي شيئا من روحي المسلوبة ...وجائت زوجتي ضمتني اليها فلم اجدني الا انخرطت في بكاء شديد..ولا زلت اتعجب انها لم تسألني ولا أعلم كيف استطاعت ان تسكن روعي ..تهدئني..وتزيد من شعوري بالذنب حيالها وفي نفس الوقت ترضيني عن جوابي..فما كنت لاستطيع قول غير الذي قلت ...نعم اني اريد السعادة ولكنها لن تأتيني بغير سعادة احبائي
القادم كان اقسى..فلم تعد تحدثني وتدير وجهها اذا رأتني كأنها لا تعرفني , لست ألومها ولكن يؤلمني تجاهلها وحرمانها لي من صوتها..ضحكتها وبراءة الطفولة التي تعتريها.
يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق